2008/05/26

يوميات1 - في بروتراك ..!



...



كالعادة خرجت مع فريق الباحثين والمراجعين وكلنا يحمل خريطة للطريق وقلم وبعض الاوراق الاخرى ..

المعادي الجديدة – أبراج عثمان – كورنيش النيل ..

- يااااااااه ده مشوار طويل جدا ..!! (قلت فى نفسي) .. ركبت الميكروباص الى أقرب طريق للمعادى فالمترو لا يسعفنى فى الوقت .. كانت بجوارى امرأة تبلغ من العمر أكثر من خمسين سنة ..
- سألتها : الساعة كام لو سمحتي ؟؟
- هى : الساعة أربعة ونص .. أنت متاخر قوي كده ؟؟
- هززت رأسي وكأنى لا أبالى وقلت : عادى ..
وبدأت المرأة تتحدث عن نفسها وتشكي ظروفها وتتألم فى كلامها بسبب الضغوط التى عليها فى العمل ، فى المنزل ، ومع أقاربها .. كنت أقوم بدور المستمع فقط .. ليس فقط هذا بل كانت عبارات وجهي تدل على الدهشة وكانه مغمور وسط علامات التعجب (!!!!!) .. فالمرأة تشكو لي حالها ولكن يدور في زهني شئ أخر ..

قلت فى نفسي : ينهار أبيض ..!! الست دى ما صدقت لاقيت حد تتكلم معاه ..

كيف وصل الحال بها إلى أن صارت تحكي شكواها لمن تعرفه ومن لا تعرفه ..؟؟

واثناء حوارها لي قالت وهى تستوقف سائق الميكروباص بصوت مرتفع : على جنب لو سمحت .. ثم نظرت لي في لهفة وقالت (الكلام خدنا يابني وبيتنا عدى من زمان) ..

نظرت لها ولم أتكلم ونزلت من الميكروباص وانا أفكر .. هذه السيدة أم واحدة عادية طبيعية كأمي وأمك وأمهات مصر .. ما الذى يجعلها تشكي أحوالها لكل من تقابله ..

إنها نموزج واحد من نمازج شتى .. فهى صورة بسيطة جدا لسيدة تشغلها الحياة والضغوط النفسية والمادية والاجتماعية من حولها ..




.
.
.
.
.
.





الأن .. أدركت نعمة الأم


.
.
.
.

ليست هناك تعليقات: