2009/01/10

وقفة (الأدب مع الله) ..!

.

.

"أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)"


*سورة الكهف*






سبحان الملك ..



انظروا إلى بديع وجمال هذه الأيات ومنتهى بلاغة كلام الله فى الوصف المعجز لنهاية قصة سيدنا موسي والخضر عليهما السلام ..



ولنفتش عن كنز قل أن يوجد فى عصرنا هذا ألا وهو (الأدب مع الله) .







*المرحلة الاولى (خرق السفينة وإعابتها) :


نسب الخضر العيب لنفسه تأدبا مع الله فقال (فأردت ان أعيبها) ولم يقل (فأراد ربك أن يعيبها) مع العلم ان كله بيد الله كان خير أو ضر ..






* المرحلة الثانية (إزهاق روح الغلام) :


فقد نسب الخضر هذا العمل لله ثم له فقال (فأردنا أن يبدلهما ربهما) حيث أن خروج الروح بيد الله وحده وما كان الخضر إلا سببا فى ذلك ..






*المرحلة الثالثة والاخيرة (إصلاح الجدار للغلامين) :


نسب الخضر هذا العمل كله لله لما فيه من خير لا يعلمه إلا الله فقال (فأردا ربك) .. ثم يقول فى النهاية (وما فعلته عن امري) إنما هو بعلم الله الذى علمنيه إياه ..






ليتنا نتعلم كيف يكون الأدب مع الله ..




ونختم بأجمل ما قيل فى الأدب مع الله


للإمام عبد الله بن المبارك :


"من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السنن، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة"






الوقفة القادمة أيضا ستكون تعليقا عن الأدب مع الله ..

.

.

ليست هناك تعليقات: