2008/08/05

بـورتـريـه (قصة قصيرة) ..!

فى حجرتي التى تعلو سطح عمارة فاخرة وسكانها أصحاب النفوذ والاملاك والسيارات الفارهة .. والتى تتكون من أربعة جدران بالطوب والطين ويعلوها سقف من القش, ومع ألواحي وريشتي وعلى ضوء الشموع, فأنا لا أمتلك مالاً لأدفع فاتورة الكهرباء ولا أمتلك من المواهب إلا يد تتحرك يمنة ويسرة وأعلى وأسفل حتى أُفاجأ أنها رسمت صورة زيتية غاية فى الجمال ..

- تك تك تك ..

- مين ؟؟؟

- افتح .. أنا فاخر بيه

فتحت الباب .. نظر لي باشمئزاز وقال متعجرفا وأنفه فى السماء وفمه مقلوب سخطاً على حالي .. فهو صاحب المال والجاه وأنا ذو الثياب المرقعة والشعر المنكوش.

فاخر بيه : انت رسام ؟؟؟ عال عال .. أنا عاوزك ترسم لي بورتريه من وحي خيالك ..

- حاضر يا فندم .. تحب أجيبهالك إمتى ..

فاخر بيه : لالالالالالا ... أنا هاعدى عليك علشان ميصحش تجيلي المعرض بمنظرك ده .. أو إلبس حاجة نضيفة وأنت جاي .. مفهوم ؟؟

- حاضر يا فندم .. طب ممكن حضرتك ........

وقبل أن أكمل كلامي .. رأى "فاخر بيه" فى عيني نظرة شغف للمال .. مد يده فى جيبه وأعطاني مبلغ لا بأس به ..

أنا لا أحب رسم البورتريه .. لكن الحاجة للمال تغير المزاج وتغير المبادئ وربما تغير قوانين الكون .. رسمتها .. فتاة لم أرى أجمل منها على وجه الارض .. أخذ "فاخر بيه" البورترية وقال لى "عدي عليا بكرة" .

وفي الطريق أحلم بالمال بل ان تخيلاتي اكبر بكثير من هذا .. سوف يعرض فني فى معارض رجال الاعمال بدلا من الحجرة الضيقة البائسة .. جئته في الموعد المحدد .. دخلت المعرض .. أشار علىّ "فاخر" وهو يحدث شخصا أخر
(هو ده اللى رسمها) ..

إستقبلنى الاخر (تعالى معايا) .. ركبت معه السيارة "الجاكوار" وضع البورتريه فى الكرسي الخلفي .. وسار مسافة ثم توقف فجأة .. ونظر إليّ سائلا (رسمت صاحبة الصورة دى فين؟؟) – قلت مبتسما (دى من وحي خيالى) .. فجأة أشتد غيظه وأخرج من جانبه مسدسا ووضعه فى مفرق رأسي (هاتقول رسمتها فين ولا أقتلك وتترمي زي الكلاب) لم اتمالك أعصابي ورفعت يدي وهما يرتجفان من شدة الهلع (والله رسمتها من خيالي).

أخبرني أنها زوجته .. نزل عليا الخبر كالصاعقة .. كنت مندهشا .. كيف تكون زوجته وأنا قد رسمتها من خيالى؟؟ .. هل يتوافق الخيال مع الحقيقة إلى هذا الحد؟! ..

أمسك بالبورتريه ومزقه .. واستراح هادءا على كرسيه ثم قال وهو ينظر لي نظرة تهديد ووعيد
(أتمنى أنها تكون اخر صورة ليها عندك) .

سأعود إليكِ يا حجرتي ..
.
.
.
.

.

هناك تعليقان (2):

Ahmed Mansour يقول...

انت ابدعت علا في القصة دي يعمرو بالتوفيق دائما

وايه اخبار الشعر بقالنا فترة مقرأنلكشي حاجة جديدة أيه هي القصص أخدتك من الشعر

اتمني اقرألك حاجة قريب إن شاء الله

سلام يصديقي القصاص والشاعر

غير معرف يقول...

القصه جميله جدا
بس ياترى ممكن الخيال يتطابق مع الواقع لهذه الدرجه؟
عن نفسى لا اظنان الخيال يكون صوره من الواقع