2008/09/08

من كلام ابن القيم (3) ..!


قال بن القيم رحمه الله:
(ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه , إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوك بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه .. كفى بك عــــزاً أنك له عبدا .. وكفى بك فخـــراً أنه لك رب )
انتهى كلام بن القيم رحمه الله.


لا تتعجب من بنى آدم يتذلل فى عبادته وصلاته لله .. ولا تتعجب إذا رأيت إنسانا يبكى ثم يبكى خوفا من الله ورجاءا فى جنته .. ولا تتعجب إذا رأيت إنسانا يحثو على وجهه التراب بسبب إرتكابه الفجور والمعاصي .. ولا تتعجب من أنسان يرتاد المساجد ذهابا وإيابا ولا يمل من الصلاة أو الطاعة ..

ذلك لأن كونه إنسانا عبدا مملوك لا يقدر على شئ ولا يقدر أن يجلب ضررا أو نفعا لله .. بل هو فى أشد الحاجة لله .. يحتاج لرحمته ويجتنب غضبه .. فأنت إذا كان هذا حالك دائما محتاج لله .. فلا تغتر بطاعتك .. لأنك إن فعلت هذا .. فأنت تفعله لنفسك لا كرما منك على خالقك ..


ولكن أنظر الى الجانب الاخر .. وسترى كل العجب ..

رب غنى عنك وعن العالمين .. ورغم ذلك أخضع الكون كله لخدمتك .. وسخر الطير والبحر والنهر لراحتك .. وسخر الليل والنهار لك .. وأسجد ملائكته لأبيك ..

وكل هذا فالله غنى عنك .. ولا يحتاج منك شئ .. وكيف يحتاج منك وهو خالقك ومصورك ..

واقرأ قوله تعالى "وآتاكم من كل ما سألتموه"

كرر هذه الآية وستعلم أنك مغمور فى بحر من نعم الله .. لا تعد ولا تحصى .. لا تحاول ان تعدها .. لأنك إن أردت هذا سيفنى عمرك ولن تحصها ..

العجيب أنك تعصيه وهو يتقرب إليك ويتحبب لك بكل نعمه لتعود إليه .. فإن رجعت إليه رضي عنك وأرضاك ..

العجيب أنك تجعل الله اخر من فى الحسبان .. تفعل المعصية ولا تحب ان يراك عليها احد من البشر .. ولا تفكر انه يراك خالق كل البشر ..

والله يجعلك أو من فى الحسبان .. استخلفك فى الارض على سائر مخلوقاته .. وأسجد لك ملائكته الذين لا يعصونه أبدا .. ومهد لك الارض لتمشي عليها ورفع فوقك السماء لتظلك .. وسخر لك الرياح لتمشي الفلك فى البحر .. وسخر لك البحر وما فى جوفه .. والجبال وما فى وعره .. وهيئ الكون كله لك .

فاحذر يا أخى ان تكون على معصية فى موسم الطاعات .. فهذا شهر رمضان المعظم ..

جدد النية وأبدأ تجارتك مع الله .. وتأكد انك الرابح ..


.. كفى بك عــــزاً أنك له عبدا ..

.. وكفى بك فخـــراً أنه لك رب ..

.
.
.
.

ليست هناك تعليقات: