2009/01/09

من كلام ابن القيم (7) ..!



قال بن القيم رحمه الله :



(ارجع إلى الله واطلبه من عينك وسمعك وقلبك ولسانك ولا تشرد عنه من هذه الأربعة فما رجع من رجع إليه بتوفيقه إلا منها , وما شرد من شرد عنه بخذلانه إلا منها, فالموفق يسمع ويبصر ويتكلم ويبطش –بمولاه- والمخذول يصدر ذلك عنه بنفسه وهواه)


انتهى كلام بن القيم رحمه الله



رحم الله الامام بن القيم واسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا ..



يذكرنى هذا الكلام بالحديث القدسي



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قال : ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) .

تخريج الحديث: هذا الحديث انفرد بإخراجه البخاري دون بقية أصحاب الكتب الستة .



إذا وفقك الله للرجوع إليه بعينك وسمعك وقلبك ولسانك .. فما اجمل منها نعمة ..!! صرت ترى الكون أجمل واطيب وأزهى واعجب .. فلا ترى الا ما أحل الله لك ولا ترى ما يغضب الله وما حرمه عليك .. وصرت ترى كل ما يغضب الله وكأنه أقبح ما فى الوجود ..

ولا تسمع بأذنك إلا ما يرضي ربك من تلاوة القرءان أو الحديث الطيب فى مجالس العلماء أو الآذان .. ولا تسمع الى الغناء وصوت الشيطان ولهو الحديث من غيبة ونميمة وسب ولعن وشتم ..



واذا تكلمت لا تقول إلا شكرا واذا تحرك لسانك لا ينطق إلا ذكرا .. وإذا مشيت على رجلك كان ممشاك فى طاعة الله وفى قضاء حوائج الناس للخير او إلى الصلاة او فعل الخيرات .. وإذا بطشت بيدك لم تبطش إلا فى الحق ولا تصيب الا فى الحق .. فما تضرب زورا ولا عدوانا ولا إثما ولا بهتانا .. وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ..



وكذلك يصير جسدك كله لله وفى الله .. فما تفعل شئ الا باللجوء إلى الله .. وهكذا قد وُفِـقـتَ من قِـبَـــل مولاك عز وجل ..



أما من شرد عن هؤلاء الاربعة (السمع والبصر والقلب واللسان) فهو فى الهواية وما أدراك ما هيه .. نار حامية فى الدنيا والاخرة ..



فيعيش تعيسا بغيضا بين الناس .. تنفر منه الخلائق .. يرتع فى ملاذ الدنيا كما يرتع البعير فى الحظير .. بل وسلط الله عليه كل الناس يكرهونه وينفرون منه .. وضيق عليه الحال فصارت ضنكا رغم غناه بالمال .. وضيع صحته رغم مقدرته على جلب الدواء .. وأرهق باله وعقله .. وأمات ضميره وقلبه .. وضيق عليه الارض بما رحبت .. فصار وحيدا وسط أهله .. غريبا وسط أقرانه .. ميتا وان كان حيا .. هزيلا وان كان قويا .. ذليلا وان كان عزيزا .. (أم تحسبهم انهم يسمعون أو يعقلون إنهم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا)



لانه سعى خلف ملاذاته وشهواته فوكله الله لنفسه وهواه ...





.

.

.

.

.



ربنا لا تكلنا الى أنفسنا طرفة عين ولا اقل من ذلك ..

ليست هناك تعليقات: